كثيراً ما يتحدث المرء عن مصاعب الحياة وآلامها منتظراً الموت ، لكنه يعود وينظر إليها بعينٍ ملؤها الأمل والتفاؤل، لكن ماذا لو كان المرء شاباً في مقتبل العمر ومهدداً بفقدان ما يرى بهما الأمل لمجرد أنه نازحٌ فقير من أسرةٍ أنهكتها الحياة؟
أم تناشد لإنقاذ ابنها من الموت
بمجرد السؤال، ينتابنا خوف وقلق من مستقبلٍ مظلم، لا يكاد فيه المبصرون يعيشون يومهم كما هو مطلوب، فكيف لضريرٍ يعيش في الأساس حياةً قاسية أن يستمر!
دخلنا خيمة، أم عدنان، على الحدود السورية التركية، كانت بانتظار من يطرق بابها ويوصل رسالتها بإنقاذ فلذة كبدها من الإصابة بالعمى، لأن الفقر وارتفاع ثمن قرنية العين ساهما بازدياد حالة عدنان سوءاً لدرجة قد يفقد فيها بصره.
يتأمل عدنان، ما يدور حوله بعيناه اللتان لايكاد يرى من خلالهما، سوى غباشة ما يحيط به، مندهشاً لما جرى له من فقدان بصره نتيجة انفجار بطارية كهربائية بوجهه، والتي كانت عائلته تستخدمها في إضاءة خيمتهم ليلاً.
كانت البطارية تنير لياليهم المظلمة على الحدود المخيفة، يرون من خلالها ما يحدث في الجوار إلا أنها لم تكن عادلة و وفية معهم، حيث كان بإمكانها أن تحترق بهدوء لكنها أبت إلا أن تنفجر في وجه عدنان البالغ (23 عاماً).
بسبب انفجار بطارية عدنان مهدد بــ الموت
تنهمر الدموع من عيني عدنان حسرةً على نعمة البصر التي حرم منها، قائلاً: “فقدت بصري بلحظة نوم”، مشيراً إلى أنه كان نائماً بجانب البطارية التي انفجرت عليه عندما امتلأت شحناً عن طريق لوح طاقة شمسية (الطاقة البديلة)، ولولا العدسة التي يستخدمها في عينه اليسرى لما استطاع رؤية طريقه.
ويتحدث عدنان، وهو غير قادر على النظر إلى الكاميرا، عن فقدان أمله بالمنظمات الإنسانية والجمعيات الإنسانية بعد مناشدته لهم لإدخاله إلى تركيا.
عدنان، يحتاج قرنيتان لعيناه، وحالته المادية السيئة لم تساعده على تأمين ثمن العملية في مشافي الداخل، فالتكلفة باهظة وقد تتجاوز 15 مليون ليرة سورية (أي ما يعادل 7000 دولار).
تجلس والدته بجانبه بحسرة، تواسيه في محنته الصعبة، خشية عليه من توقف قلبه لما يعانيه من قهر وحيرة في أمره، لأنه تعرض لجلطة قلبية الأسبوع الماضي، وتمّ نقله إلى المستشفى ولكن عناية الله حالت دون موته.
تقول أم عدنان بلهجتها القروية البسيطة، وهي تبكي بصمت كي لا يشعر بها عدنان فتزيد حالته سوءاً: “عملنا بسطة صغيرة لنعيش منها ونجيب حق الخبزات، بس اكتر من هيك ما عم تعطي”.
اقرأ أيضاً : شاهد || لست شحاذًا لأنني أعيش تحت الأنقاض.. أنا بائع متجول عمري 3 أعوام!
تنحدر عائلة أم عدنان من قرية كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، ونزحوا عن قريتهم إلى مخيمات الفقر على الحدود التركية، نتيجة تقدم قوات النظام السوري وسيطرتها على مساحات واسعة جنوب إدلب، ما زاد في معاناتهم وفقرهم بين صخور دير حسان الحدودية.
وتبنى آمالها على فاعل خير يأتيهم من السماء لإنقاذ ابنها من العمى الكامل، بإجراء عمل جراحي لعينٍ واحدة على الأقل؛ فالمبلغ كبير وهم لايملكون قوت يومهم.
اقرأ أيضاً :بالفيديو|| من خلف البرقع.. هذا ما حدث لزوجة معتقل على يد مخابرات النظام السوري لتسع سنوات
from
https://stepagency-sy.net/2020/08/18/%d8%a3%d9%85%d9%87-%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%86%d8%ac%d8%af-%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%b0%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa/
from
https://stepagency.blogspot.com/2020/08/blog-post_920.html
No comments:
Post a Comment